النظر في القران الكريم
النظر في الآيات والروايات :
وأما الآيات والروايات المتعلقة بالنظر، فهي كثيرة.. ومن المناسب دائماً أن ننظر إلى موقع المفاهيم الإسلامية من الكتاب الإلهي.. إن القرآن الكريم أمر الرجال والنساء في سياق واحد بغض النظر عما لا يحل، فقال تعالى في أمر للرجال: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}، وفي آية تليها أمر النساء: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}.. ما هو معنى الغض في هذه الآية؟.. البعض يقول: أن المراد بغض البصر هو أن يغمض الإنسان عينه.. ولكن البعض يقول -من دون أن نحّمل الآية تفسيراً قطعياً-: إن غض البصر هو أن يصرف الإنسان نظره عن المنظور، وهذا الصرف يكون تارة بغمض البصر؛ أي بأن يسدل على عينيه الجفنين.. وتارة بغض البصر، فالإنسان في معاملاته اليومية قد لا يمكنه غمض البصر.. مثل إنسان يمشي في الأسواق، وله تعامل قهري مع النساء، وهذه الأيام -كما نعلم- هنالك حالة من حالات التمازج والاختلاط في الجامعات وفي المعاهد وفي مختلف حقول الحياة؛ فالإنسان من الممكن أن لا يتوفق لغمض بصره، ولكن غض البصر ممكن، بمعنى أن ينظر الإنسان نظرة بلهاء إلى ما ينظر إليه.. ينظر إلى المرأة -إن كان ولابد من التعامل مع المرأة-، ولكن لا ينظر إليها تلك النظرة التي تسوقه إلى الشهوة أو الريبة، كما ذكر في كتبنا الفقهية.